الجمعة، 22 أبريل 2011

تدريس اللغة العربية باستخدام الكمبيوتر

مقدمه:

يطلق على العصر الحالي "عصر المعلومات"، وهذه التسمية نتجت عن الاهتمام الواسع الذي بدأت توليه الدول لتقنية المعلومات المتمثلة بالاستفادة القصوى من الخدمات الفنية التي يقدمها الحاسب الآلي في سبيل تيسير المعلومات وتقديمها للناس ،  وكما إن تقنية الاتصالات قد حولت العالم إلى قرية صغيرة ؛ فإن تقنية الحاسب الآلي حولت العالم إلى "قاعة مؤتمرات صغيرة"
إن ال...حاسب  الآلي فكرة حديثة وتقنية لم تكن معروفة قبل 1950م  )، وبدأ استخدامه لغايات محدودة في تخزين المعلومات ومعالجتها ، وحدد إبراهيم الفار  عام 1959 م  بداية الاستخدام الفعلي للحاسب الآلي في التعليم حيث قام كل من وارث وأندرسون وبريند في ذلك العام باقتراح تطبيق استخدام الحاسب الآلي في تنفيذ المهام التعليمية ، وقاموا بالفعل ببرمجة  عدد من المواد التعليمية ،  وتبرز أهمية الحاسبات في كونها عنصراً أساسياً في جميع التطبيقات أو الصناعات المتعلقة بالمعلوماتية ،  وهذه الصناعات تعتمد على  قواعد المعلومات كوقود لها بدلاً من المشتقات البترولية  وستكون الحاسبات هي الجهاز المحرك لها.
لقد شهد الحاسب الآلي تطوراً نوعياً في خدمة العملية التعليمية ، وأصبح من أهم التحديات التي تواجه الأنظمة التعليمية في العالم مواكبة هذا التطور بالاستفادة من الحاسب الآلي ، أو باستخدام نمط التعليم المدار بالحاسب الآلي ؛ الأمر الذي أدى إلى تزايد انتشار برامج الحاسب الآلي التعليمية في الحقبة الأخيرة مما أدى إلى تسابق الشركات المتخصصة في تصنيع البرمجيات التعليمية وتوزيعها .  ومنذ بداية استخدامات الحاسب الآلي  في التعليم جرى العمل على الاهتمام بتطوير خدمة المحتوى التربوي والاستعاضة عن أدوات الشرح والتقديم التقليدية بوسائل التقنية الجديدة والوسائط المتعددة ، وتم تصميم البرمجيات التعليمية  ((Coursewar  بحيث تحتوي هذه الأدوات على مكتبات من الصور  والأصوات والألوان سابقة التجهيز ، وتكون ذات واجهات سهلة الاستخدام من قبل المتخصصين في الحاسب الآلي.
ومن ثم بدأت في العالم صناعة جديدة ذات شقين : شق تربوي تمثل في انتشار البرامج التعليمية بشتى اللغات وفي الموضوعات المختلفة ، والشق الآخر تمثل في الألعاب الإلكترونية وتفوقها في توظيف تقنية المحاكاة ( Simulation ) على العديد من البرامج التعليمية وذلك لعامل العرض والطلبلقد أصبح الحاسب الآلي  وتطبيقاته جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمعات المتقدمة ،  وقد أخذت تقنية المعلومات المبنية حول الحاسب الآلي تغزو كل مرفق من مرافق الحياة ،  فاستطاعت أن تغيّر أوجه الحياة المختلفة في زمن قياسي ، ثم ولدت شبكة الإنترنت من رحم هذه التقنية فأحدثت طوفاناً معلوماتياً ،  وأصبحت المسافة بين المعلومة والإنسان تقترب من المسافة التي تفصله عن مفتاح جهاز الحاسب الآلي شيئاً فشيئاً ، وأما زمن الوصول إليها فأصبح بالدقائق والثواني ، فكان لزاماً على كل مجتمع يريد اللحاق بالعصر المعلوماتي أن ينشئ أجياله على تعلّم الحاسب الآلي  وتقنياته ويؤهلهم لمجابهة التغيّرات المتسارعة في هذا العصر ؛ لذا فقد قامت بعض الدول بوضع خطط معلوماتية إستراتيجية ومن ضمنها إدخال الحاسب الآلي  عنصراً أساسياً في المنهج التعليمي ، وتختلف خطط إدخال المعلوماتية في التعليم تبعاً لاختلاف الدول .
وعلى أي حال فإن التوجه العام حالياً هو الانتقال من تدريس علوم الحاسب الآلي نحو الاهتمام بالتخطيط لنجاح التدريس المعتمد على المعلوماتية عبر المناهج الدراسية.
وقد صنف  الموسى برامج الحاسب الآلي المستخدمة في التعليم إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي: استخدام الحاسب الآلي مادة تعليمية .
استخدام الحاسب الآلي وسيلة تعليمية .
استخدام الحاسب الآلي في إدارة العملية التعليمية .
وليس الهدف من إدخال الحاسب الآلي في العملية التعليمية هو استبدال هذا الجهاز بالكتاب والمدرس وإنما الهدف هو إتاحة فرصة أكبر للطالب كي يتعلم ما لم يستطع تعلمه بالوسائل الأخرى ، فالحاسب التعليمي يمكن إعداده ليكون مفصلاً حسب احتياج وقدرات المتعلم.
وذكرت حورية المالكي بعض الفوائد لاستعمال الحاسب الآلي  في مدارسنا منها: شد انتباه الطالب إلى المادة العلمية ،  وتغير الأساليب القديمة التي ملَّها الطالب ،  وتقبله للمادة العلمية بأسلوب شيق و جذاب ،  وتفاعل الطالب مع المعلم و عدم الكسل ، واستعمال أكثر من حاسة في تلقي الدرس من نظر  و سمع ، وأنه يؤدي دوراً جوهرياً في إثراء العملية التعليمية التربوية  من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة ،  وذكر الفنتوخ والسلطان بعض الفوائد ومنها: توفير المساندة للمعلم في الفصل ،  وإيجاد نوع من التوازن في توصيل المعلومات للطلاب ، حيث الاختلاف في قدرات المعلمين على توصيل المادة ، وتوفير المرونة في التعلم من خلال مراعاة الفروق الفردية ،  وتوفير جو للحوار – مجموعات النقاش– يمكن من خلاله تبادل الآراء والمقترحات ووجهات النظر ،  وزيادة حصيلة الطالب العلمية من خلال إيجاد بيئة مشوقة ومشجعة على التعلم ، وذكر  إبراهيم الفار بعض ميزات الحاسب الآلي التعليمية ومنها: التحسين المستمر للوصول إلى إتقان الطلاب لمعظم المهارات ،  وتحقيق غالبية الأهداف التربوية ، وسرعة إيصال المعلومات المعروضة ودقتها وتنويعها ،  والمرونة في الاستخدام والتحكم في طرق العرض ، كل ذلك يجعله أفضل بكثير من أجهزة عرض المعلومات المختلفة من كتب ،  ووسائل سمعية  بصرية ،  والحاسب الآلي ينوع عرض المعلومات ويمكن المتعلم من التفاعل المستمر ويعمل على نقل المتعلم من نجاح إلى نجاح .
               والغاية من تعليم اللغة العربية بجميع فروعها هي إقامة اللسان ،  وتجنب اللحن في الكلام ،  وكتب علي مدكور عن مشكلة تعلم النحو: "إن جوهر المشكلة ليس في اللغة ذاتها ،  وإنما هو في  كوننا نتعلم العربية قواعد صنعة ، وإجراءات تلقينية ، وقوالب صماء ، نتجرعها تجرعاً عقيماً بدلا من تعلمها لسان أمة ولغة حياة" .
           " إن النحو العربي من حيث محتواه وطرائق تدريسه ليس علماً لتربية الملكة اللسانية العربية ،  وإنما هو علم تعليم  وتعلم صناعة القواعد النحوية ،  وقد أدى هذا مع مرور الزمن إلى النفور من دراسته وإلى ضعف الناشئة في اللغة بصفة عامة ، ولعل من أهم ما يتبادر إلى الذهن من أسئلة هنا مايأتي :
        هل توجد طريقة أخرى لتربية الملكة اللسانية العربية ، وماهي ؟
        وكيف يمكن تطبيقها ؟
        وما مدى فاعليتها في تقويم اللسان والقلم ؟
             إن الشكاوى من تعليم اللغة العربية خاصة النحو وتعلمه وضعف الطلاب فيه قد عمت ، وإن بعض المعلمين والمتعلمين قد ضاقوا بتدريسه ودراسته ذرعاً ، لصعوبة مسائله ، وجفاف مادته ، وكثرة تفريعاته ، ولاقوا في تحصيله عنتاً وإرهاقاً وجهداً ، وفي الوقت الذي تشكو فيه المدارس من هذا الضعف في هذه المادة بخلاف المواد الأخرى التي تتخذ من التقنية المتطورة خير معين على استيعاب الطلبة للمواد الدراسية ، ونجد أن حظ اللغة العربية عامة والنحو خاصة منها ضئيل مع أن أثرها في اللغة العربية يفوق نظيره في أي مادة أخرى .
               وقد عقدت العديد من الندوات والمؤتمرات في الأوساط التربوية لعلاج هذه المشكلة وكان من بينها ندوة مشكلات اللغة العربية في دول الخليج العربي والتي عقدت في جامعة الكويت (1979 م)  والندوة التي عقدت في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان: مناهج اللغة العربية في التعليم ماقبل الجامعي .
                كما أكد خبراء تطوير أساليب تدريس اللغة العربية في اجتماع لهم عقد في دمشق (1996م) على أهمية النهوض بتدريس اللغة العربية عربياً وعالمياً بدءاً من مرحلة التعليم الأساسي حتى الجامعي ووفق أحدث الطرائق والأساليب والتقنيات التربوية الحديثة.و إن التدريس لم يعد يتوقف على الطباشير والسبورة مهما اختلفت أشكالها وأنواعها، فقد يحس المعلم أن الطالب مَلَّ من هذه الطريقة التقليدية في التدريس وتمرير المعلومة ، ويحتاج الطالب هنا إلى نوع جديد من التدريس وتلقي المعلومة ، وانطلاقا من كون الحاسب الآلي قد أصبح من أهم الدعائم والركائز التي يعتمد عليها النظام التعليمي بوصفه أداة تعليمية مساعدة ، من هذا المنطلق ،  ورغبة في تطوير الطريقة التربوية التعليمية  والتجديد ومحاولة التغيير والإبداع استخدم الحاسب الآلي في تدريس المواد التعليمية كذلك البحث في الإنترنت عن كل ما يتعلق بالدرس وإرفاقه ضمن تحضير الدرس على برنامج  (Power Point )  فهذا ما يجعل الطالب يحس بالرغبة الشديدة في الدرس و الحضور مبكراً لقاعة الدرس الذي سبق وأن تم إعداده  والتحضير له من أجل بناء جيل يخدم دينه ووطنه.
                  و يحتاج التعليم في هذا العصر إلى تغيير في الأسلوب و التخفيف من  طريقة الإلقاء التي لازمتنا منذ الصغر حتى في المرحلة الجامعية .
              لقد انتقل العالم نقلة حضارية ويجب أن نسير من حيث توقف العالم . الطالب في زمننا الحديث أصبح مقصراً  لا يريد حتى الذهاب إلى المدرسة ، فلماذا لا نُنوِّع في الوسائل التي تشد هذا الطالب و ترغبه في الدراسة ؟؟!!
          ونظراً لانتشار الحاسب الآلي في مجالات عديدة في الحياة ومنها المجال التعليمي ،  فإن هناك حاجة إلى دراسة تبين مدى أثر استخدام الحاسب الآلي في تدريس اللغة العربية فى مراحل التعليم المختلفة
See More

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق